بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على النبي محمد و آله وصحبه أجمعين قال تعالى :وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا الفرقان:62] وقال تعالى: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[سورة العصر] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ)) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6778 خلاصة حكم المحدث: صحيح الكثير منا عرف عن الوقت ، و طلب العلم ، والأولوية ، و بماذا نبدأ ، وكل هذه الأمور أعتقد - ولعلّي أخطأت في ما اعتقد - أنها تسوق الطالب في أودية الترتيب والتنظيم والتنظير الذي لا يزيده إلا بُعداً عن المقصود. ولعلنا أُنسينا شيئاً كان من عادة سلفنا الصالح وعلمائنا الذين عاصرناهم ، وقبل هذا و ذاك ، قد شرّفنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم وبشّرنا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم بارك لأمتي في بكورها )) الراوي: صخر الغامدي المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2606 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] وكان يرسل السرايا باكراً ، و على هذا الحال سار الخلفاء والصحابة وسلف الأمة ، فكان نهجاً انتهجوه ، حتى عصرنا هذا ، وانظروا مشكورين لا مأمورين إلى ما سأنقله لكم :
1. معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: كان إذا صلّى الصبح وفرغ من قصص القاصّ ، يدخل فيُؤتى بمصحفه فيقرأ جزأه.
2.الإمام أبو حنيفة بن النعمان: كان بعد الفجر يُسند ظهره إلى المحراب ويدارس الناس الفقه ويتكلم في العلم إلى الظهر.
3. وكيع بن الجراح (شيخ الإمام مالك): يقول ابنه سفيان: كان أبي يجلس لأهل الحديث بكرة إلى ارتفاع النهار.
4. بقي بن مخلد (أخذ عن الإمام أحمد أيام محنته ، صاحب مسند بقي بن مخلد): نقل حفيده أنه كان إذا صلّى الصبح قرأ حزبه من القرآن في المصحف.
5. عبدالغني المقدسي (صاحب عمدة الأحكام): يقول الضياء المقدسي: يصلي الفجر، ويلقن الناس القرآن ، وربما أقرأ شيئاً من الحديث ، وحفظنا منه جملة أحاديث تلقيناً.
6. ابن قدامه المقدسي (صاحب العمدة والمغني): كان يدرس من الفجر إلى ارتفاع النهار.
7. شيخ الإسلام ابن تيمية: كان يردد الفاتحة من الفجر إلى طلوع الشمس، ثم إن اراد الذهاب لسماع حديث ذهب.
8. الحافظ ابن حجر العسقلاني: يصلي الفجر، ثم ينظر إلى حاجة الناس، ثم ينقطع إلى التصنيف والدرس إلى الضحى.
9.العلامة محمد بن ابراهيم (مفتي المملكة في زمانه): بعد الفجر يدرّس ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل ، وزاد المستقنع مع الروض المربع،وبلوغ المرام، والاجرومية ، وملحة الإعراب ، وقطر الندى ، وعمدة الأحكام ، وأصول الأحكام ، والحموية ، والتدمرية ، ونخبة الفكر... يتناوب بينها أما الثلاثة الأولى بالترتيب.
10. عبدالعزيز بن باز: بعد الفجر يشرع في الاذكار ، ثم الدرس المعتاد الذي قد يزيد على ثلاث ساعات ، ويجيب على الأسئلة.
11. محمد بن عبدالرحمن بن قاسم (جامع فتاوى ابن تيمية مع والده) بعد الفجر يقرأ القران ويذكر الله حتى تُشرق الشمس وقد ينام إلى قبيل الظهر ، وذُكر لي أنه في يوم جمعة بدأ في قراءة القرآن و ختم مع دخول الخطيب إلى المنبر.
12. محمد بن عثيمين: بعد الفجر إما أن يستعد للجامعة إن كانت لديه محاضرات أو يعود لتحرير الرسائل والفتاوى وإجابة المستفتين إلى صلاة الظهر.
13. عبدالله بن جبرين: أيام الطلب كان يحضر دروس الشيخ محمد بن ابراهيم بعد الفجر مباشرة نحو ساعتين. أما عن دروسه رحمه الله: يوم السبت قرابة سبعة كتب بعد الفجر يوم الأثنين كذلك سبعة كتب بعد الفجر يوم الأربعاء كذلك سبعة كتب بعد الفجر يوم الخميس قرابة ثلاثة عشر كتاباً فجراً يوم الجمعة قرابة الأحد عشر كتاباً فجراً
14. ومن الأحياء من قد لا يأذن بذكر شيء من سيرهم إلا إنها معلومة للمتتبعين.
هذا هو المقصود ، بركة الفجر ، والبكور التي أظهرت لنا أعلام الأمة الإسلامية، أسأل المولى جل في علاه أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه الخير.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
[/center]
لميس عضو مميز
المزاج : mms : عدد المساهمات : 125 تاريخ التسجيل : 19/03/2012
موضوع: رد: سر قد غفل عنه طلبة العلم الأربعاء مارس 21, 2012 1:12 am